*ميقاتي طوى صفحة الساعة و"ليكن الرابح الأول هو الوطن"* *رضوان عقيل* خرج رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متعباً وحزينا

عاجل

الفئة

shadow
*ميقاتي طوى صفحة الساعة و"ليكن الرابح الأول هو الوطن"*

*رضوان عقيل*

خرج رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متعباً وحزيناً من ردود الفعل على "عاصفة الساعة" التي أظهرت عمق الانشقاقات في الشارع اللبناني نتيجة جملة من التراكمات التي بدأت بالظهور بين الافرقاء والكتل النيابية على المسرح قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون والتي من المرجح إذا استمرت على هذا المنوال من التراشق الاعلامي والخطابي أن تؤدي الى ظهور المزيد من المكنونات الحقيقية. وما حصل في جلسة اللجان النيابية المشتركة أمس من موجات احتقان خير شاهد على خطورة الأمور. وعندما يصل مستوى التخاطب بين النواب تحت قبة البرلمان الى هذا المستوى البعيد عن أبسط القواعد السياسية، فكيف ستكون حال قواعدهم التي تتقاتل وتتصارع على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد أن عمدت الحكومة الى طيّ صفحات التوقيت والخلاف عليه بين صيفي وشتوي يبدو أن مسلسل المناكفات يفتح أبوابه على المزيد من "هذه الإنتاجية". وبعد كل الذي حصل من وقائع في الأيام الاخيرة لم يكن أكثر المتشائمين توقع حصولها في ظل كل هذه التهديدات.
يقول لسان حال ميقاتي إنه لا ينطلق لا في خلفياته أولاً ولا في القرارات التي يتخذها "من أي زاوية مذهبية أو طائفية"، ويحذر بالفعل من حجم ما وصلت إليه شؤون البلاد وإدارتها أمام كل هذه الأخطار التي تهددها فيما لم يُنتخب رئيس الجمهورية طوال شهور الشغور الرئاسي. ومجلس الوزراء بإجماع كل الاعضاء الذين شاركوا في جلسة الاثنين كلفه باتخاذ الاقتراح الاخير الذي "أدى بطريقة مباشرة الى تحقيق ثواب الصائمين والوطنيين". ويرفض الدخول في لعبة الرد على من هو الخاسر ومن هو الرابح، فما يعمل عليه منذ اليوم الأول لدخوله الى السرايا في ظل هذه الحكومة هو أن "يكون الوطن هو الرابح الأول بجناحيه المسلم والمسيحي"، ولا فائدة لأي جهة من تصويب الأمور في غير مسارها الصحيح والوطني. "وليكن الرابح الأول هو الوطن ولتكن مصلحة كل المواطنين فوق كل الاعتبارات". وإن حكومة تصريف الأعمال تتحمّل في النهاية وتواجه "كل هذه العذابات والضغوط" أمام السفراء ووفود الزوار من سياسيين وديبلوماسيين الى بيروت الذين يخرجون بموقف واحد "اذهبوا وتحاوروا في بينكم قبل طلب مساعدتنا لكم. وتوقفوا بالفعل أمام معاناة أبناء شعبكم وأوجاعه بعد خراب بلدكم".
ولم يأت موضوع الساعة من فراغ عند المعارضين لعدم اتباع التوقيت الصيفي وخصوصاً في البيئة المسيحية التي بدأت تشعر بـ"الإحباط" نتيجة عدم تمكن الكتل النيابية حتى الآن من انتخاب رئيس الجمهورية، علماً بأنها لم تلتق على اسم ماروني تقدّمه وتخوض به المعركة على غرار ما فعله الشيعة في رئاسة المجلس والسنة حيال رئاسة مجلس الوزراء مع التأكيد أن انتخاب رئيس البلاد مهمة وطنية ويجب أن تكون من مسؤوليات جميع المكوّنات. ولا تخفي هنا جهات سنية دينية وسياسية من مشارب مختلفة استغرابها من ردود الفعل الحزبية حيال الموقف الذي اتخذه ميقاتي في مسألة تحديد التوقيت "بل من حجم ردود الفعل غير المتوقعة من البعض"، وإن أخطرها بحسب هؤلاء ما جاء على لسان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل "الذي عمل على استثمار ما حصل لدى الطوائف المسيحية ظناً منه أنه يستطيع الإمساك بها وتوجيهها كما يشاء" والمفاجأة الكبرى في نظر هؤلاء: كيف أن الأصوات ارتفعت وأخذ العديد منها يدعو الى "التقسيم وتطبيق الفيديرالية، مع خروج وجوه على المنابر أخذت بالمناداة والقول إننا لا نقبل العيش مع الآخر".

وتقول شخصية سنية بارزة هنا إن ما أقدم عليه ميقاتي في شأن الساعة بغض النظر عن صوابية تطبيق التوقيت الصيفي أو تأجيله "لا يهدف في الاصل الى توجية أي رسائل ضد المسيحيين، وإننا ما زلنا على ثقة بأن ما حصل من ردود فعل لا يعبّر عن عمق المسيحيين لأن الغالبية منهم تؤمن بلبنان واحد ومع الشريك المسلم". في غضون ذلك تجمع مصادر في دار الفتوى على أنها منذ اليوم الأول تعاطت مع الموضوع بهدوء شأن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وأنه جرى التعاطي مع ردود الفعل الغاضبة في الشارع بـ"روح المسؤولية بعيداً من لغة التحريض والتجييش ليس دفاعاً عن الرئيس ميقاتي بل من أجل تقديم مصلحة البلد على الجميع". ولم تخف دار الفتوى توجيه ملاحظة وهي أن المطلوب "كان التعبير عن رحابة الصدر لا ضيق الصدر، ولا سيما في مثل هذه الظروف".
وفي المناسبة، عبّرت أكثر من شخصية إسلامية ومسيحية عن أسفها لما وصلت إليه الأمور. ومن بين هؤلاء الوزير السابق رشيد درباس الذي يقول لـ"النهار" إنه "في السابق كانوا يقولون فلان سيف الإسلام والآخر سيف النصارى. واليوم أخذنا نقول بصيف الإسلام وصيف المسيحيين. واحتدم الصيفان فأدّيا الى اقتراب خريف لبنان".
ومن هنا تكمن الخشية من الوقوع في كمائن هذا الخريف الذي خبره اللبنانيون في السبعينيات في أبشع صوره.

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة